عفواً ولكنك لم تراني

وقفت أما المرآة تلقي النظرة الاخيرة علي ثيابها
وامتلأت عينيها بنظرة رضا وحمد لله
كانت مرتبة الثياب في غير بهرجة وكتر ألوان
بحجاب جميل شرعي فضفاض وأنيق

ارتدت عباءة بلون السماء وحجاب ما بين الأبيض والأزرق بموجات سماوية
نظرت في ساعتها و استعدت وتوكلت علي الله
ونزلت لموعدها معه بالطبع لم تكن وحدها
كانت أول مرة هتشوفه رشحته لها زميلة أخيها في العمل
واتصل بأخيها وتحدد الموعد
استخارت وذهبت وهي تنتظر إلهام السماء لها
كانت تشعر بشئ من القلق وكثير من الحياء

كان أخوها يحدثها ويطلق النكات ليخفف عنها طوال الطريق
وكانت تحاول الاندماج معه
ووصلوا الي الكافيتيريا واشار أخوها الي مائدة يجلس عليها شاب متوسط الطول
يرتدي بدلة لونها كحلي غاااااااااااامق
قالتها لنفسها لما شافت لون البدلة
لكن قالت برده يمكن تكون شيك
وفعلا لما راحت لقت ان البدلة شيك وانيقة جدا
وجلسوا
كان يتفحصها بجرأة أربكتها لم يتحدث كثيرا
نظرت اليه بين لحظة واخري لتتبين ملامحه
كانت ملامح عادية لا تعبر عن شئ
وبعد كلمتين مجاملة سألها فيهم ع دراستها وشغلها
بدأ حوار جانبي مع أخوها
استغربت جدا حست بحرج شديد من تجاهله لها
وبعدين لقت نفسها بتضحك من جواها
ولما خلصت القعدة قامت ولم تنظر اليه
ولم تهتم بأن ترى هل نظر اليها أم لا
فقط استدارت وغادرت دون أن تلقي السلام
وعادوا لمنزلهم ونامت قريرة العين مستريحة وكأن شيئا لم يكن
كانت عارفة ان الاستخارة هي ملاذها من أي ألم أو حرج
وبعد المقابلة . . . واللي كانت نتيجتها معروفة
اتصل العريس ( أبو بدلة كحلي )
واعتذر لأخوها بالذوق وقاله : معلش مفيش نصيب
وبصراحة
يعني كلام رجالة - وياريت متزعلشي مني - انا عاوز بنت جميلة !
كانت جنب أخوها ولما لقت وشه احمر واضايق
سألته وألحت عليه ولما حكى لها
ابتسمت بمنتهي الرضا
وقالت يا أخي الحبيب . . . .
اعذره فهو لم يراني بعد ....
ولن يراني ابدا